ومما شجا قلبي وكفكف عبرتي ... محارم من آل النبيّ استحلّت
ومهتوكة بالخلد عنها سجوفها ... كعاب كقرن الشمس حين تبدّت
إذا حفزتها روعة من منازع ... لها المرط عاذت بالخشوع ورنّت
وسرب نساء [١] من ذؤابة هاشم ... هتفن بدعوى خير حيّ وميّت
أردّ يدا مني إذا ما ذكرته ... على كبد حرّى وقلب مفتّت
فلا يأت ليل الشامتين بغبطة ... ولا بلغت آمالها ما تمنّت
«٥٢٤» - ابن القزاز المغربي: [من الطويل]
ألا قل لركب فرّق الدهر شملهم ... فمن منجد نائي المحلّ ومتهم
إذا يمّم الحادي بكم قصد بلدة ... فسرتم على قبر هناك معظّم
تحلّ بمثواه الوفود رحالها ... وينحر أبناء الجديل وشدقم
فعرّج به واستوقف الركب وابكه ... وصلّ على المقبور فيه وسلّم
فقد ضمّ قطراها ثلاثة أقبر ... يضمّ نواحيها ثلاثة أنجم
بعيدة مسرى الزائرين غريبة ... معظمة فيها رمائم أعظم
تمرّ عليها الريح وهي مريضة ... ويسقي ثراها كل هتّان مثجم
وقد فرّقت أيدي الفراق بحورها ... أيادي سبا في كلّ غفل ومعلم
كأنّ الردى خاف الردى في اجتماعهم ... فقسّمهم في الأرض كلّ مقسم
فبالعدوة القصوى من الغرب واحد ... وآخر ضمّته رجام المقطّم
وبينهما قبر غريب ببرقة ... بنوه على بحر من الجود خضرم
وأعجب شيء قيس شبر تضمنت ... نواحيه قطري يذبل ويلملم
[١] م: ظباء.