أحد ولا لي عزاء عن فقده، فكيف يسلّيها عنه من ليس يسلوه؟
«٥٦٠» - علي بن جبلة يرثي حميدا الطوسيّ: [من الطويل]
أللدهر تبكي أم على الدهر تجزع ... وما صاحب الأيام إلا مفجّع
تعزّ بما عزّيت غيرك إنها ... سهام المنايا حائمات ووقّع
أصبنا بيوم من حميد لو أنه ... أصاب عروش الدهر ظلّت تضعضع
وأدّبنا ما أدّب الناس قبلنا ... ولكنه لم يبق للصبر موضع
ألم تر للأيّام كيف تصرّفت ... به وبه كانت تذاد وتدفع
وكيف التقى مثوى من الأرض ضيق ... على جبل كانت به الأرض تمنع
حمام رماه من مواضع أمنه ... حمام كذاك الخطب بالخطب يقرع
وليس بغرو أن تصيب منيّة ... حمى أختها أو أن يذلّ الممنع
هوى جبل الدنيا المنيع وغيثها ال ... مريع وحاميها الكميّ المشيّع
وقد كانت الدنيا به مطمئنة ... فقد جعلت أوتادها تتقلّع
بكى فقده روح الحياة كما بكى ... نداه الندى وابن السبيل المدفّع
وأيقظ أجفانا وكان لها الكرى ... ونامت عيون لم تكن قطّ تهجع
«٥٦١» - أبو عطاه السندي: [من البسيط]
فاضت دموعي على نصر وما ظلمت ... عين تفيض على نصر بن سيّار
يا نصر من للقاء الحرب إذ لقحت ... يا نصر بعدك أو للضيف والجار
بالخندفيّ الذي يحمي حقيقتهم ... في كلّ يوم مخوف الشرّ [١] والعار
[١] البصرية: الشين.