للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يبق أحد. فلما رأت ذلك تعزّت وصبرت وأيقنت بالحال [١] وقالت: إنّ الاسكندر عزّاني عن نفسه.

٥٩٩- لما مات العباس بن المأمون جزع عليه المعتصم جزعا شديدا وامتنع من الطعام، وأمر أن لا يحجب عنه أحد للتعزية. فدخل أعرابيّ في غمار الناس فأنشده: [من الكامل]

اصبر نكن لك تابعين وإنما ... صبر الجميع بحسن صبر الراس

خير من العباس أجرك بعده ... والله خير منك للعباس

فتسلى ودعا بالطعام.

كذا وجدت الخبر وأظنّه سهوا، فإنّ العباس مات في حبس المعتصم، فكيف يجزع عليه هذا الجزع وهو كان المتّهم بقتله، وخبره حيث أراد الفتك بالمعتصم ومواطأة عجيف عليه مشهور، وأظنّه العبّاس بن الفضل بن الربيع، والمعزّى به أبوه.

«٦٠٠» - وقال البراء بن ربعي: [من الطويل]

أبعد بني أمّي الذين تتابعوا ... أرجّي الحياة أم من الموت أجزع

ثمانية كانوا ذؤابة قومهم ... بهم كنت أعطى ما أشاء وأمنع

أولئك إخوان الصفاء رزئتهم ... وما الكفّ إلا إصبع ثم إصبع


[١] قد تقرأ في م: بالمآل.

<<  <  ج: ص:  >  >>