لا يمسك الفحشاء تحت ثيابه ... حلو شمائله عفيف المئزر
ولنعم حشو الدرع كنت وحاسرا ... ولنعم مأوى الطارق المتنوّر
ثم بكى وانحطّ على سية قوسه، وكان أعور دميما، فما زال يبكي حتى دمعت عينه العوراء، فقام إليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: لوددت أني أشعر فكنت أرثي أخي زيدا مثلما رثيت به أخاك مالكا. فقال: يا أبا حفص، والله لو علمت أنّ أخي صار بحيث صار أخوك ما رثيته. فقال عمر: ما عزّاني أحد عن أخي بمثل تعزيته. وجاء في لفظ آخر: إن أخي قتل في عميته.
وروي أنّ متمما رثى زيدا أخا عمر فلم يجد، فقال له عمر: لم ترث زيدا كما رثيت مالكا فقال: إنه والله ليحركني لمالك ما لا يحركني لزيد.
«٦٠٨» - وقال متمم يرثي مالكا أيضا:[من الطويل]
جميل المحيّا ضاحك عند ضيفه ... أغرّ جميع الرأي مشترك الرّحل
وقور إذا القوم الكرام تقاولوا ... فحلّت حباهم واستطيروا من الجهل
وكنت إلى نفسي أشدّ حلاوة ... من الماء بالماذي من عسل النحل
وكلّ فتى في الناس بعد ابن أمه ... كساقطة إحدى يديه من الخبل
وبعض الرجال نخلة لا جنى لها ... ولا ظلّ إلا أن تعدّ من النخل
«٦٠٩» - وقال لبيد بن ربيعة يرثي أخاه أربد وأحرقته صاعقة، وخبره في موضع آخر:[من المنسرح]