بامرأة من نسائه رسالة من جملتها: إنّ خير نعم الله على خلفائه ما رزقهم الشكر عليه، وكلّ ما اختار الله لخليفته من أمر وهبه له أو قبضه منه خير له؛ والدنيا دار متاع وبلغة، وما فيها عواريّ بين أهلها، ثم منقول عنهم سروره إن كان سارا أو مكروهه إن كان لهم ضارا. إنّ الله أمتع أمير المؤمنين من مؤنسته وقرينته متاعا بمدة إلى أجل مسمّى، فلما تمّت مواهب الله وعاريته قبض إليه العارية وليّها، وكان أحقّ بها، ثم أعطى عليها أنفس منها في المنقلب، وأرجح في الميزان، وأكفى في العوض، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون. احتسب مصيبتك يا أمير المؤمنين على الله فإنه وليّك فيها وفي كلّ أمر إذا تصفّحت عواقب قضائه أسهلت بك عوائد خياره إلى المنجيات من المخاوف، والدرك للفوز من المطلب، والحرز من ظلم المهالك؛ والله وليّك فيما اختار لك وقضى عليك. إن تكن يا أمير المؤمنين أرضيت الله في شكرك إياه على الهبة وصبرك على الرزيّة، فإنّ مواهب الله لك أجزل، وثواب الله لك أفضل. فامض على رويّتك في الخير فان ما عند الله لا يبلغه كتاب، ولا يحصيه حساب، وتاليات المزايد مقرونات بشكر العباد بضمان أوفى واعد وأكرم مثيب.
«٦٩٥» - نعيت إلى ابن عباس بنت له في طريق مكة، فنزل عن دابته فصلّى ركعتين، ثم رفع يده وقال: عورة سترها الله، ومؤونة كفاها الله، وأجر ساقه الله؛ ثم ركب ومضى.
«٦٩٦» - ماتت لبعض ملوك كندة بنت فوضع بدرة بين يديه وقال: من أبلغ في التعزية فهي له، فدخل أعرابيّ فقال: عظّم الله أجر الملك، كفيت المؤونة وسترت العورة، ونعم الختن القبر، فقال: أبلغت وأوجزت؛ وأعطاه البدرة.