للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧٢»

- والصبر صبران: صبر على ما يكره، وصبر عمّا يحبّ، والثاني أشدهما على النفوس، وفنون ذلك تجده في باب الآداب الدينية. ونذكر هاهنا الصبر على المكاره واحتمال الفوادح.

«٧٣٠» - قال الشاعر: [من الطويل]

تعزّ فإنّ الصبر بالحرّ أجمل ... وليس على ريب الزمان معوّل

فلو كان يغني أن يرى المرء جازعا ... لحادثة أو كان يغني التذلّل

لكان التعزّي عند كلّ مصيبة ... ونائبة [١] بالحرّ أولى وأجمل

فكيف وكلّ ليس يعدو حمامه ... وما لامرىء عما قضى الله مزحل

فإن تكن الأيّام فينا تبدّلت ... بئيسا بنعمى والحوادث تفعل

فما ليّنت منا قناة صليبة ... ولا ذلّلتنا للّذي ليس يجمل

ولكن رحلناها نفوسا كريمة ... تحمّل ما لا يستطاع فتحمل

وقينا بحسن الصبر منّا نفوسنا ... فصحّت لنا الأعراض والناس هزّل

«٧٣١» - وروي أنّ جابر بن عبد الله استأذن على معاوية فلم يؤذن له أياما ثم دخل فمثل بين يديه فقال: يا معاوية أشهد أني سمعت المبارك صلّى الله عليه وسلم يقول: ما من أمير احتجب عن الفقراء إلّا احتجب الله عنه يوم يفتقر إليه. فغضب معاوية وقال: يا جابر، ألست ذكرت عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم أنه قال: يا معشر الأنصار، سيصيبكم بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض؟ قال: قد سمعت الطيب


[١] القالي: ونازلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>