للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المبارك صلّى الله عليه وسلم يقوله. قال معاوية: فألّا صبرت؟ قال: إذن والله أصبر كما صبرت حين ضربت أنفك وأنف أبيك حتى دخلتما في الإسلام كارهين؛ ثم انصرف وهو يقول: [من الطويل]

إني لأختار البلاء على الغنى ... وأجزا بالماء القراح عن المحض

وأدّرع الإملاق صبرا وقد أرى ... مكان الغنى أن لو أهين له عرضي

فناشده معاوية أن يأخذ صلته، وبعث في أثره يزيد بن معاوية، فقال: والله لا يجمعني وإياه بلد أبدا. فلما خرج لقي عبد الله بن عباس وعبد الرحمن بن سابط، فقال له ابن عباس: قد بلغني ما كان من ابن آكلة الأكباد، وكهف النفاق، ورأس الأحزاب. هلمّ إليّ أشاطرك مالي كما قاسمتني مالك، ولك نصف داري كما أسكنتني دارك، فقال جابر: ثمّر الله مالك، وبارك لك في دارك، فقد أثبتّ ما أنت أهله، وقال معاوية ما كان [١] يشبهه.

٧٣٢- وقال بعض الحكماء: امتحن صبر العباد بالعلّة، وشكرهم بالعافية.

«٧٣٣» - وقال جهم بن مسعدة الفزاري متسلّيا عن انهدامه: [من الرجز]

إني وإن أفنى الزمان نحضي ... وابتزّني بعضي وأبقى بعضي

وأسرعت أيامه في نقضي ... بمجحفات وأمور تمضي

حتى حنت طولي وضمّت عرضي ... وقصّرت رجلاي دون الأرض


[١] كان سقطت من م.

<<  <  ج: ص:  >  >>