٨٩٩- وقال أنس بن مالك: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول لعليّ عليه السلام: يا عليّ استكثر من المعارف من المؤمنين، فكم من معرفة في الدنيا بركة في الآخرة. فمضى عليّ فأقام حينا لا يلقى أحدا إلّا اتخذه للآخرة، ثم جاء بعد، فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما فعلت فيما أمرتك؟ قال: قد فعلت يا رسول الله، فقال له: اذهب فابل أخبارهم، فأتى عليّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهو منكس رأسه، فقال له، وتبسّم: ما أحسب يا عليّ ثبت معك إلّا أبناء الآخرة، فقال له عليّ: لا والذي بعثك بالحقّ، فقال له النبي عليه السلام: الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ
(الزخرف: ٦٧) يا عليّ أقبل على شأنك، واملك لسانك، واعقل من تعاشر من أهل زمانك، تكن سالما غانما.
٩٠٠- قال صاحب كليلة ودمنة: لا يحقرنّ الكبير مودة صغير المنزلة، فإنّ الصغير ربما عظم فعظّم، كالعقب يؤخذ من الميتة فإذا عملت به القوس أكرمت، واتخذها الملك لبأسه.
«٩٠١» - وقال عليّ بن الحسين عليهما السلام: لا تعادينّ أحدا وإن ظننت أنّه لا يضرّك، ولا تزهدنّ في صداقة أحد وإن ظننت أنه لا ظننت أنه لا ينفعك، فإنك لا تدري متى ترجو صديقك، ولا تدري متى تخاف عدوّك، ولا يعتذر إليك أحد إلّا قبلت عذره، وإن علمت أنّه كاذب.
«٩٠٢» - وقال الشاعر:[من المتقارب]
وما المرء إلّا بأعوانه ... كما تقبض الكفّ بالمعصم
ولا خير في الكفّ مقطوعة ... ولا خير في الساعد الأجذم