وأما قصة أير الحمار فإنما اللوم على المطعم لرفيقه ما لا يعرفه، فهل كان على الفزاري في حقّ الأنفة أكثر من قتل من أطعمه الجردان من حيث لا يدري.
وقد هجيت الحارث بن كعب، وكتب الهيثم بن عدي فيهم كتابا، فما وضع ذلك منهم حتى كأنه قد كتبه لهم. ولما كانت نمير دون هؤلاء في الشرف وضعهم قول جرير:[من الوافر]
فغضّ الطرف إنّك من نمير ... فلا كعبا بلغت ولا كلابا
قال أبو عبيدة كان الرجل من بني نمير اذا قيل له: ممن الرجل؟ قال نميري كما ترى، حتى قال جرير بيته هذا فصار الرجل من بني نمير إذا قيل له: ممن الرجل؟
قال: من بني عامر. فعند ذلك قال الشاعر يهجو قوما آخرين:[من الوافر]
وسوف يزيدكم ضعة هجائي ... كما وضع الهجاء بني نمير
ولما هجاهم أبو الردينيّ العكلي، فتوعدوه بالقتل، قال أبو الرديني:
[من الوافر]
توعّدني لتقتلني نمير ... متى قتلت نمير من هجاها
فشدّ عليه رجل منهم فقتله.
وما لقيت قبيلة من العرب مهجوة ما لقيت نمير من بيت جرير هذا.
«٢٥٦» - ومن متوسطي الشرف في القبائل: عنزة وجرم وسلول وباهلة وغنيّ، وهذه قبائل فيها فضل كثير، ومنها شعراء وفصحاء وفرسان مذكورون، فمحا ذلك الفضل هجاء الشعراء وغضّ منهم.
ومن الحبطات حسكة بن عتّاب وعبّاد بن الحصين وولده وهم من الأشراف