مكسبي هذا ومنه معاشي. قال: إياك والمقذع من القول، قال: وما المقذع؟
قال: أن تخاير بين الناس فتقول فلان خير من فلان، وآل فلان خير من آل فلان، قال: فأنت والله أهجى مني. ثم قال: لولا أن تكون سنّة لقطعت لسانه، ولكن اذهب فأنت له يا زبرقان خذه، فألقى الزبرقان في عنقه عمامة فاقتاده بها، وعارضته غطفان فقالوا: يا أبا شذرة، إخوتك وبنو عمك، هبه لنا، فوهبه لهم.
فقال زياد لعامر بن مسعود قد سمعت ما روي عن عمر، وإنما هي السنن، فاذهب به فهو لك، فألقى في عنقه حبلا أو عمامة، وعارضته بكر بن وائل فقالوا له: إخوتك وجيرانك، فوهبه لهم.
«٢٥٩» - وقال الأخطل، واسمه غياث بن غوث من بني تغلب:
[من البسيط]
ما زال فينا رباط الخيل معلمة ... وفي كليب رباط الذلّ والعار
النازلين بدار الذلّ إن نزلوا ... وتستبيح كليب حرمة الجار
قوم إذا استنبح الأضياف كلبهم ... قالوا لأمهم بولي على النار
وهذا أهجى بيت قالته العرب، فإنه مع ما وصفهم به من اللؤم والدناءة وابتذال الأم جعل نارهم ضئيلة حقيرة تطفئها البولة.
«٢٦٠» - وقال الأخطل أيضا:[من الوافر]
فلا تدخل بيوت بني كليب ... ولا تقرب لهم أبدا رحالا
ترى فيها لوامع بارقات ... يكدن ينكن بالحدق الرجالا
قصيرات الخطى عن كلّ خير ... إلى السّوءات مسمحة عجالا