للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التيمي فقال إنه هجاني قال: وما قال لك؟ قال، قال: [من الطويل]

وكيف أرجّي ثروها ونماءها ... وقد سار فيها خصية الكلب عامر

فقال أبو علاثة: ليس هكذا قلت، قال: فكيف قلت؟ قال: قلت:

وإني لأرجو ثروها ونماءها ... وقد سار فيها يأخذ الحقّ عامر

فقال زياد: قاتل الله الشاعر، ينقل لسانه كيف شاء؛ والله لولا أن يكون سنة لقطعت لسانك. فقام قيس بن فهد [١] الأنصاري فقال: أصلح الله الأمير، ما أدري من الرجل، فإن شئت حدثتك عن عمر بما سمعت منه، قال: وكان زياد يعجبه أن يسمع الحديث عن عمر، قال هاته، قال: شهدته وأتاه الزبرقان بن بدر بالحطيئة فقال: هجاني، قال: وما قال لك؟ قال: [من البسيط]

دع المكارم لا ترحل لبغيتها ... واقعد فإنّك أنت الطاعم الكاسي

فقال عمر: ما أسمع هجاء ولكنها معاتبة، فقال الزبرقان: أو ما بلغ من مروءتي إلا أن آكل وأشرب؟ فقال عمر: عليّ بحسان، فجيء به، فسأله فقال: لم يهجه ولكن سلح عليه.

ويقال سأل لبيدا فقال: ما يسرني أنه لحقني من هذا الشعر ما لحقه وأنّ لي حمر النّعم. فأمر به عمر فجعل في نقير في بئر، ثم ألقي عليه شيء فقال:

[من البسيط]

ماذا تقول لأفراخ بذي أمر ... زغب الحواصل لا ماء ولا شجر

ألقيت كاسيهم في قعر مظلمة ... فاغفر عليك سلام الله يا عمر

فأخرجه ثم قال: إياك وهجاء الناس. قال: إذن يموت عيالي جوعا؛


[١] ر والأنساب: قهد.

<<  <  ج: ص:  >  >>