للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكوفة، فخرجت في ليلة مظلمة طخياء، فإذا بصارخ يصرخ في جوف الليل وهو يقول: إلهي وعزتك وجلالك ما أردت بمعصيتي مخالفتك، ولقد عصيتك إذ عصيتك وما أنا بنكالك جاهل، ولكن خطيئة عرضت وأعانني عليها شقائي، وغرّني سترك المرخى عليّ وقد عصيتك بجهدي وخالفتك «١» بجهلي، فالآن من عذابك من يستنقذني؟ وبحبل من أتصل إن أنت قطعت حبلك مني؟ واشباباه واشباباه. فلما فرغ من قوله تلوت آية من كتاب الله عز وجل:

ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ

(البقرة: ٢٤) الآية، فسمعت دكة «٢» لم أسمع بعدها حسّا، فمضيت، فلما كان من الغد رجعت من «٣» مدرجتي فإذا أنا بجنازة قد أخرجت، وإذا عجوز قد ذهبت منّتها- يعني قوّتها- فسألتها عن الميت ولم تكن عرفتني، فقالت: هذا رجل لا جزاه الله خيرا مرّ بابني البارحة وهو قائم يصلّي فتلا آية من كتاب الله عز وجل فتفطرت مرارته فوقع ميتا، رحمه الله.

[٤٤٦]- فقد الحسن بن حي شابا كان ينقطع إليه، فخرج الحسن حتى أتى منزله فدقّ عليه الباب فخرج إليه الشابّ، فقال له: يا أخي مالك لم أرك منذ أيام؟ فقال له: يا أخي إن هذه الدار ليست هي دار ليست هي دار لقاء، إنما هي دار عمل، واللقاء ثمّ، أغلق الباب في وجهه فما رآه الحسن بعد ذلك اليوم حتى أخرجت جنازته.

[٤٤٧]- قال محمد الكندي: سمعت أشياخنا يقولون: إذا عرض لك


[٤٤٧] ورد هذا القول مرة في الأدب الصغير (رسائل البلغاء) : ١٤ ومرة في الأدب الكبير: ٩٨؛ وهو منسوب لعتبة في ربيع الأبرار: ٢٠١/أولفيثاغور في فقر الحكماء: ٢٠٨ وانظر الحكمة الخالدة: ٧٣ وسيأتي تحت رقم: ٩٣٩ وضمن كلمة نسبت لعلي ولا بن المقفع رقم:
١٠٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>