للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المأمون، فوفى له محمد بذلك، ووفى إبراهيم بأداء الأموال [١] . والقصيدة طويلة ومنها ما هو تحريض بابراهيم من جملة أبيات كثيرة ألغيتها [٢] : [من الطويل]

ألم تر أنّ الشيء للشيء علة ... تكون له كالنار تقدح بالزند

كذلك جرّبت الأمور وإنّما ... يدلّك ما قد كان قبل على البعد

وظنّي بابراهيم أنّ مكانه ... سيبعث يوما مثل أيامه النكد

وكيف بمن قد بايع الناس والتقت ... ببيعته الركبان غورا إلى نجد

ومن صكّ تسليم الخلافة سمعه ... ينادى به بين السماطين من بعد

وأيّ امرىء سمّى [٣] بها قطّ نفسه ... ففارقها حتى يغيّب في اللحد

وليس سواء خارجيّ رمى به ... إليك سفاه الرأي والرأي قد يردي

ومن هو في بيت الخلافة تلتقي ... به وبك الآباء في ذروة المجد

فمولاك مولاه وجندك جنده [٤] ... وهل يجمع القين الحسامين في غمد

وقد رابني من أهل بيتك أنني ... رأيت لهم وجدا به أيّما وجد

يقولون لا تبعد من ابن ملمّة ... صبور عليها النفس ذي مرّة جلد

فما كان فينا من أبى الضّيم غيره ... كريم كفى ما في القبول وفي الردّ

وجرّد إبراهيم للموت نفسه ... وأبدى سلاحا فوق ذي ميعة نهد

وأبلى ولم يبلغ من الأمر جهده ... فليس بمذموم وإن لم يكن يجدي

فهذي أمور قد يخاف ذوو النّهى ... مغبّتها والله يهديك للرشد


[١] ر م: المال.
[٢] ر: فألغيتها.
[٣] ر: سوّى.
[٤] وضع تحتها في ر: وجدك جده..

<<  <  ج: ص:  >  >>