للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هو الجلاء الذي تبقى مذلّته ... إن طار طائركم يوما وإن وقعا

هو الفناء الذي يجتثّ أصلكم ... فمن رأى مثل ذا رأيا ومن سمعا

هذا كتابي إليكم والنذير لكم ... إني أرى الرأي إن لم أقص قد نصعا

وقد بذلت لكم نصحي بلا دخل ... فاستيقنوا إنّ خير العلم ما نفعا

وجعل عنوان الكتاب: [من الوافر]

كتاب في الصحيفة من لقيط ... إلى من بالجزيرة من إياد

بأنّ الليث كسرى قد أتاكم ... فلا يشغلكم سوق النّقاد

والأبيات العينيّة هي من محاسن أشعار العرب ومشاهيرها، وفيها حكمة مستفادة، وقد ذكرت شطرها ومختارها في مكان آخر من هذا الكتاب.

«٥٥٨» - لما وثب إبراهيم بن المهديّ على الخلافة اقترض من مياسير التجار مالا، وأخذ من عبد الملك الزيات عشرة آلاف دينار وقال له: أنا أردّها عليك إذا جاءني مال؛ ولم يتمّ أمره فاستخفى ثم ظهر ورضي عنه المأمون. فطالبه الناس بأموالهم فقال: إنّما أخذتها للمسلمين، وأردت قضاءها من فيئهم، والأمر فيها الآن [١] إلى غيري، فعمل محمد بن عبد الملك قصيدة يخاطب بها [٢] المأمون، ومضى إلى إبراهيم بن المهدي فأقرأه إياها وقال: والله لئن لم تعطني المال الذي اقترضته من أبي لأوصلنّ هذه القصيدة إلى المأمون. فخاف أن يقرأ القصيدة المأمون فيتدبر ما قاله فيوقع به، فقال: خذ مني بعض المال ونجّم بعضه عليّ، ففعل ذلك، بعد أن أحلفه إبراهيم بآكد الأيمان ألّا يظهر القصيدة في حياة


[١] ر: الآن فيه.
[٢] ر: فيها.

<<  <  ج: ص:  >  >>