للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جنّة التوقي والاحتراس، راصدا فرصة الوثبة والافتراس، غير مهوّن الأمر وإن دقّ خطبه، ولا مسترسل فيه وإن تضاءل خطره؛ فان الهفوات تهتدي جهة القارّ [١] الغافل، وتسري في محجّة الغارّ [٢] الذاهل، فتتنكّب طريق العالم المستبصر، وتتجنّب سبيل الحازم المستظهر.

«٦٠٤» - المتنبي: [من البسيط]

توهّم القوم أنّ العجز قرّبنا ... وفي التقرّب [٣] ما يدعو إلى التّهم

ولم تزل قلة الإنصاف قاطعة ... بين الرجال وإن كانوا ذوي رحم

من اقتضى بسوى الهنديّ حاجته ... أجاب كلّ سؤال عن هل بلم

هوّن على بصر ما شقّ منظره ... فإنما يقظات العين كالحلم

ولا تشكّ إلى خلق فتشمته ... شكوى الجريح إلى الغربان والرّخم

وكن على حذر للناس تستره ... ولا يغرّك منهم ثغر مبتسم

«٦٠٥» - أنشد الجاحظ: [من الرجز]

القوم أمثال السّباع فانشمر ... فمنهم الذئب ومنهم النّمر

والضبع الغثراء والليث الهمر [٤]

٦٠٦- آخر: [من الكامل]

فدع الوعيد فما وعيدك ضائري ... أطنين أجنحة الذباب يضير


[١] م: الغار.
[٢] ر م: القار.
[٣] ر م: التوهم.
[٤] الحيوان: العرجاء ... الهصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>