أمّا الجواد فقد بلونا يومه ... وكفى بيوم مخبرا عن عامه
جارى الجياد فطار عن أوهامها ... سبقا وكاد يطير عن أوهامه
جذلان تلطمه جوانب غرّة ... جاءت مجيء البدر عند تمامه
واسودّ ثم صفت لعيني ناظر ... جنباته فأضاء في إظلامه
مالت نواحي عرفه فكأنّها ... عذبات أثل مال تحت حمامه
وكأنّ فارسه وراء قذاله ... ردف فلست تراه من قدّامه
لانت معاطفه فخيّل أنه ... للخيزران مناسب بعظامه
في شعلة كالشيب مرّ بمفرقي ... غزل لها عن شيبه بغرامه
وكأنّ صهلته إذا استعلى بها ... رعد يقعقع في ازدحام غمامه
مثل الغراب مشى يباري صحبه ... بسواد صبغته وحسن قوامه
والطّرف أجلب زائر لمؤونة ... ما لم تزره بسرجه ولجامه
«٦٥٦» - وقال يستهدي ابن حميد فرسا: [من الكامل]
فأعن على غزو العدوّ بمنطو ... أحشاؤه طيّ الكتاب المدرج
إما بأشقر ساطع أغشى الوغى ... منه بمثل الكوكب المتأجّج
متسربل شية طلت أعطافه ... بدم فما يلقاك غير مضرّج
أو أدهم صافي السواد كأنه ... تحت الكميّ مظهّر بيرندج
ضرم يهيج السّوط من شؤبوبه ... هيج الجنائب من حريق العرفج
خفّت مواقع وطئه فلو آنه ... يجري برملة عالج لم يرهج
أو أشهب يقق يضيء وراءه ... متن كمتن اللجة المترجرج
يخفي الحجول ولو بلغن لبانه ... في أبلق متألق كالدّملج
أوفى بعرف أسود متغرّب ... فيما يليه وحافر فيروزجي