للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كأنّ يديها إذا أرقلت ... وقد جرن ثم اهتدين السبيلا

يدا سابح خرّ في غمرة ... وقد شارف الموت إلّا قليلا

إذا أقبلت قلت مشحونة ... أطاعت لها الريح قلعا جفولا

وإن أدبرت قلت مذعورة ... من الرّبد تتبع هيقا ذمولا [١]

«٦٨٤» - وقال الأخطل: [من البسيط]

ومهمه طامس تخشى غوائله ... قطعته بكلوء العين مسفار [٢]

بحرّة كأتان الضّحل أضمرها ... بعد الرّبالة ترحالي وتسياري

الضحل: الماء القليل. والربالة: السّمن.

أخت الفلاة إذا شدّت معاقدها ... زلّت قوى النّسع عن كبداء ميهار [٣]

كأنها برج روميّ يشيّده ... لزّ بجصّ وآجرّ وأحجار

«٦٨٥» - وقال في ذلك أيضا: [من الطويل]

ومحبوسة في الحيّ ضامنة القرى ... إذا الليل وافاها بأشعث ساغب [٤]

معقّرة لا يدرك السيف [٥] وسطها ... إذا لم يكن فيها معسّ لحالب

مرازيح في المأوى إذا هبّت الصّبا ... تطيف أوابيها بأكلف ثالب [٦]


[١] الهيق: ذكر النعام؛ الذمول: المسرع.
[٢] الديوان: مسهار، أي قوية على السهر، وكلوء العين: متيقظة.
[٣] الديوان: مسفار؛ وقوى النسع: طاقات الحبل الذي يشد به الرحل؛ كبداء: ضخمة الصدر.
[٤] هذه إبل قد حبست لتذبح قرى للأضياف.
[٥] الديوان: لا تنكر السيف؛ والمعسّ: المطلب.
[٦] مرازيح: ثقيلة في مباركها؛ الأوابي: التي أبت أن تلقح في عامها؛ الأكلف: الأسفع الخدين، الثالب: المسنّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>