للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يحاذرها العفريت عند انصلاتها ... فيعجله الإشفاق أن يتسمّعا

لها عولة أولى بها من تصيبه ... وأجدر بالاعوال من كان موجعا

وهذا المعنى ينظر إلى قوله أيضا وذكر امرأة: [من البسيط]

يشكو المحبّ وتشكو [١] وهي ظالمة ... كالقوس تصمي الرمايا وهي مرنان

٧٤٧- وقال آخر: [من الكامل]

قد أغتدي ملث الظلام بفتية ... للرمي قد حسروا له عن أذرع

متنكّبين خرائطا لبنادق ... من بين مضفور وبين مرصّع

بأكفّهم قضبان روض قد غدوا ... للطير قبل نهوضها للمرتع

تقذي منيات الطيور عيونها ... يوما إذا رمدت بأيدي النزّع

صفر البطون كأنّ ليط ظهورها ... سرق الحرير نواظر لم تسمع

«٧٤٨» - وكتب أبو اسحاق الصابي إلى محمد بن العباس بن فسانجس في صفة رمي البندق وآلاته: مآرب الناس- أطال الله بقاء سيدنا الوزير- منزّلة بحسب قربها من هزل أو جدّ، ومرتّبة على قدر استحقاقها من ذمّ أو حمد. فإذا وقع المتأمّل عليها وجد أولاها بأن تعتدّه الخاصّة نشوة وملعبا، والعامّة حرفة ومكسبا، الصيد الذي فاتحته طلاب لذّة ووطر، وخاتمته حصول مغنم وظفر.

وقد اشتركت الملوك والسوقة في استجماله، واتفقت الشرائع المختلفة على استحلاله، ونطقت الكتب المنزّلة بالرخصة فيه، وبعثت المروءات على مزاولته وتعاطيه. وهو رائض للأبدان، وجامع لشمل الإخوان، وداع إلى اتّصال العشرة


[١] الديوان: تشكي المحب وتلفى.

<<  <  ج: ص:  >  >>