للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإذا تحت رأسه لبنة وما تحت جنبه شيء فقالا: إنه لم يدع أحد شيئا إلّا عوّضه الله منه بدلا، فما عوّضك ما تركت له؟ قال: الرّضا بما أنا فيه. قال سفيان ابن عيينة: ما من عملي شيء أرجى عندي من بغض هؤلاء، قال الفضيل:

رجل لا يخالط هؤلاء ولا يزيد على المكتوبة أفضل عندنا من رجل يقوم الليل ويصوم النهار ويحجّ ويعتمر ويجاهد في سبيل الله ويخالطهم.

[٥٠٦]- صحب رجل الربيع بن خثيم فقال: إني لأرى الربيع لم يتكلّم منذ عشرين سنة إلا بكلمة تصعد؛ وكان لا يتكلم كلمة «١» في الفتنة، فلمّا قتل الحسين قالوا ليتكلمنّ اليوم، فقالوا: يا أبا يزيد قتل الحسين «٢» فقال: أوقد فعلوا: اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ عالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبادِكَ فِي ما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ

(الزمر: ٤٦) ثم سكت.

[٥٠٧]- كان «٣» وكيع يقول: ما خطوت للدنيا منذ أربعين سنة، ولا سمعت حديثا قطّ فنسيته، قيل وكيف ذاك؟ قال: لأنّي لا أسمع شيئا إلا عملت به.

[٥٠٨]- وكان يزيد بن أبان الرقاشي من أصحاب الحسن وأنس يبكي


[٥٠٦] البيان والتبيين ٣: ١٦٠ وحلية الأولياء ٢: ١٠٩، ١١٠، ١١١ وصفة الصفوة ٣: ٣٢ وربيع الأبرار ١: ٧٧٢ والبصائر ٢: ٥٠٨ وشرح النهج ٧: ٩٣.
[٥٠٧] ربيع الأبرار ٢٧٧/أ؛ ووكيع بن الجراح كان أعجوبة في قدرته على الحفظ مع النسك والتعفف، وله مؤلفات عديدة، وكانت وفاته سنة ٢٠٦ (تهذيب التهذيب ١١: ١٢٣- ١٣١) .
[٥٠٨] العقد ٣: ١٩٨ وصفة الصفوة ٣: ٢١١ وربيع الأبرار: ٢٩١ ب؛ وكان يزيد بن أبان الرقاشي البصري قاصا زاهدا بكاء وفي حديثه ضعف، وتوفي ما بين ١١٠- ١٢٠ (تهذيب التهذيب ١١: ٣٠٩- ٣١١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>