للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تنام عن كبر شانها فإذا ... قامت رويدا تكاد تنغرف [١]

خود يغثّ الحديث ما سكتت [٢] ... وهو بفيها ذو لذّة طرف

تخزنه وهو مشتهى حسن ... وهو إذا ما تكلّمت أنف

حوراء جيداء يستضاء بها ... كأنها خوط بانة قصف

تمشي كمشي المبهور في دهس [٣] الر ... رمل إلى السهل دونه الجرف

٨٢٨- أهدى المنذر بن ماء السماء جارية إلى كسرى أنوشروان وكتب معها إليه: قد أهديت [٤] إليك جارية معتدلة الخلق، نقيّة اللون والثغر، بيضاء قمراء، وطفاء دعجاء، حوراء عيناء، قنواء شماء، زجّاء برجاء، أسيلة الخد جثلة الشعر، عظيمة الهامة، بعيدة مهوى القرط، عيطاء عريضة الصدر، كاعب الثدي، مشاشة المنكب والعضد، حسنة المعصم، لطيفة الكفّ، سبطة البنان، لطيفة طيّ البطن، خميصة الخصر، غرثى الوشاح، رداح القبل، رابية الكفل، مفعمة الساق، لفّاء الفخذين، ريّا الروادف، ضخمة المأكمتين، مشبعة الخلخال، لطيفة الكعب والقدم، قطوف المشي، مكسال الضحى، بضّة المتجرّد، شموع [٥] للسيّد، ليست بخنساء ولا سفعاء، ذليلة الأنف، عزيزة النفس، لم تغذ في بؤس، حييّة رزينة، حليمة ركينة، كريمة الخال، تقتصر بنسب أبيها دون فصيلتها، وبفصيلتها دون جماع قبيلتها، قد أحكمتها التجارب في الأدب، فرأيها رأي أهل الشرف، وعملها عمل أهل الحاجة، صناع الكفّين، قطيعة اللسان، رهوة الصوت، تزين البيت، وتشين العدو، إن أردتها اشتهت، وإن تركتها انتهت، تحملق عيناها، وتحمرّ وجنتاها، وتذبذب


[١] تنغرف: تسقط.
[٢] الديوان: ولا يغث ... ما نطقت.
[٣] الديوان: كمشي الزهراء في دمث.
[٤] ر: بعثت.
[٥] شموع: لعوب ضحوك.

<<  <  ج: ص:  >  >>