للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سرب معز هزلى، أو بطن حمار أصحر. قال: ارعي واحذري. ثم مكث ساعة فقال: إني أجد ريح النسيم قد دنا فما ترين؟ قالت: أراها كأنها بغال دهم تجرّ جلالها، قال: ارعي واحذري. ثم سكت ساعة فقال: إني أجد ريح النسيم قد دنا فما ترين؟ قالت: أراها كما قال الشاعر: [من البسيط]

دان مسفّ فويق الأرض هيدبه ... يكاد يدفعه من قام بالرّاح

كأنما بين أعلاه وأسفله ... ريط منشّرة أو ضوء مصباح

فمن بعقوته كمن بنجوته ... والمستكنّ كمن يمشي بقرواح

فقال: انجي لا أبا لك. فما انقضى كلامه حتى هطلت السماء عليها.

والأبيات لأوس بن حجر وأولها:

يا هل ترى البرق لما بتّ أرقبه ... كما استضاء يهوديّ بمصباح

إني أرقت ولم يأرق معي صاح ... لمستكنّ بعيد النوم لوّاح

يهدي الجنوب بأولاه وناء به ... أعجاز مزن تسحّ الماء دلاح

كأنّ مزنته [١] لما علا شطبا ... أقراب أبلق ينفي الخيل رماح

كأنّ فيه إذا ما الرعد فجّره ... دهما مطافيل قد همّت بإرشاح

فأصبح الروض والقيعان مترعة ... من بين مرتتق منها ومنصاح

«٩٥٥» - وقال الأخطل: [من الطويل]

بمرتجز داني الرّباب كأنه ... على ذات ملح مقسم لا يريمها

فما زال يسقي بطن خبت وعرعر ... وأرضهما حتى اطمأنّ جسيمها


[١] ر: ريقته.
٢٢ تذكرة ٥

<<  <  ج: ص:  >  >>