للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والقسيّ المطورة، والآل المطرورة، والجواشن الحصينة، والحلق الموضونة، والتقت الفتيان قد انتضت مناصلها، وهزّت عواملها، فمن مثلّم في الهام مغمود، ومجرد في الأصلاب مقصود، ورديع بنجيع الأحشاء، وهاتك شغف السويداء.

١٠٨٢- وكتب آخر: قد خسروا الدين بما شروه من خسائس الأعراض، وفاتتهم الدنيا بما أتيح لهم من حواضر الآجال، وصاروا أغراضا لمواقع الغير، ونصبا لمواضع العبر.

١٠٨٣- وكتب آخر: قانعا من الأمر الذي قصد له بحشاشة يستبقيها، راضيا من مسعاته في الطمع بنفسه أن يؤوب بها، وانثال الأولياء فاصلين من العجاج اليهم، منقضين من الجبال عليهم.

١٠٨٤- وكتب آخر: فهم بين ميّت مقبور بين مدرج السيول ومهبّ الرياح، عوائده السباع وحواضره الذئاب، قد اكتسب آثاما وخدت به إلى مصارع الذلة، ومضاجع الهلكة، ومصاير أهل الشقوة، من العذاب الواصب، والخزي الدائم، وبين مأسور مقهور، قد أوبقته بجرائره ذنوبه، وأسلمته إلى الذلة مكاسبه، فهو في ضيق الأسر، وذل القهر، وخشوع العبودية، وخضوع الاستكانة، يتلهف على فرطاته نادما، ويحاول قبول توبته آيبا، ويهتف بوله الاعتذار مستكينا.

١٠٨٥- وكتب آخر: حتى إذا لقحت الحرب عوانا، وبركت بكلكلها، ودارت رحاها، وتلاقت الصفوف، وتدانت الزحوف، وترامى القوم أرشاقا، فترّنمت القسيّ، وكثر الدوي، ورنّت الأوتار، وشقّت الأبصار، وسارت الكتائب، وتهاوت المقانب إلى المقانب، واطّعنت بالرماح، وتدافعت بالراح، فلم ير إلا مقعص أو جريح، أو مأطور أو نطيح، أو مائل أو سطيح، وقد ثار الغضب، وانقطع السبب، واشتدت الحمية، وذهبت الروية، واعترك الزحام، وضاق مع سعة الفضاء المقام، وتغيّرت الألوان وكشّرت الأسنان، وصار الدهم

<<  <  ج: ص:  >  >>