للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخنع بالعتبى إذا كنت مذنبا ... وإن أذنبت كنت الذي أتنصل

[٤٤٠]- نظر أبو حازم المدايني «١» ، وكان من أعبد الناس وأزهدهم، إلى امرأة تطوف بالبيت مسفرة أحسن خلق الله تعالى وجها، فقال: أيتها المرأة اتقي الله، لقد شغلت الناس عن الطواف، فقالت: أما تعرفني؟ قال: من أنت؟ فقالت:

[من الطويل]

من اللائي لم يحججن يبغين حسبة ... ولكن ليقتلن البريء المغفلا

فقال: إني أسأل الله أن لا يعذّب هذا الوجه الحسن بالنار، فبلغ ذلك سعيد بن المسيب فقال رحمه الله: أما لو كان بعض عبّاد العراق لقال: اغربي يا عدوة الله، ولكنه ظرف عبّاد أهل الحجاز.

[٤٤١]- قال سائب راوية كثير: قال لي كثير يوما ونحن بالمدينة: اذهب بنا إلى ابن أبي عتيق نتحدث معه، فذهبت إليه معه، فاستنشده ابن أبي عتيق فأنشد قوله: [من الطويل]

أبائنة سعدى نعم ستبين

حتى بلغ إلى قوله:

وأخلفن ميعادي وخنّ أمانتي ... وليس لمن خان الأمانة دين

قال ابن أبي عتيق: أعلى الأمانة تبعتها؟ فانكف واستغضب نفسه وصاح وقال:


[٤٤٠] الأغاني ١٩: ١٦٢.
[٤٤١] الأغاني ٥: ٨٨- ٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>