للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكانوا يرون أنّ هذا الشعر لسعيد بن المسيب.

[٤٤٣]- أنشد إنسان قول الأحوص: [من البسيط]

سقيا لربعك من ربع بذي سلم ... وللزمان به إذ ذاك من زمن

إذ أنت فينا لمن ينهاك عاصية ... وإذ أجرّ إليكم سادرا رسني

فوثب أبو عبيدة بن عمّار بن ياسر قائما ثم أرخى رداءه ومضى يمشي على تلك الحال ويجرّه حتى بلغ العرض ثم رجع، وكان ذلك بمحضر إبراهيم بن هشام المخزومي، وهو والي المدينة، فقال إبراهيم حين جلس أبو عبيدة: ما شأنك؟ فقال: أيها الأمير: إني سمعت هذا البيت مرة فأعجبني، فحلفت ألا أسمعه إلّا جررت رسني.

[٤٤٤]- قال عبد الملك بن عبد العزيز: أنشدت أبا السائب المخزومي شعر الأحوص: [من الطويل]

لقد منعت معروفها أمّ جعفر ... [وإني إلى معروفها لفقير]

حتى انتهيت إلى قوله:

[أزور على أن لست أنفك] كلما ... أتيت عدوا بالبنان يشير

فأعجبه ذلك وطرب وقال: أتدري يا ابن أخي كيف كانوا يقولون؟ قلت: لا، قال: كانوا يقولون: الساعة دخل، الساعة خرج، [الساعة] مرّ، الساعة رجع، وجعل يومىء بإبهامه إلى وراء منكبيه، وسبابته إلى حيال وجهه، ويقلبها، يحكي ذهابه ورجوعه.


[٤٤٣] الأغاني ٤: ٢٦٣- ٢٦٤.
[٤٤٤] الأغاني ٦: ٢٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>