للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خليليّ قد رضت الأمور وقستها ... بنفسي وبالفتيان كلّ مكان «١»

فلم أخف لوما للصديق ولم أجد ... خليّا ولا ذا البثّ يستويان

من الناس إنسانان ديني عليهما ... مليّان لولا الناس قد قضياني

منوعان ظلامان لا ينصفانني ... بدلّهما والحسن قد خلباني

خليليّ أما أم عمرو فمنهما ... وأما عن الأخرى فلا تسلاني

بلينا بهجران ولم نر مثلنا ... من الناس إنسانين يهتجران

أشدّ مصافاة وأبعد عن قلىّ ... وأعصى لواش حين يكتنفان

يبيّن طرفانا الذي في ضميرنا ... إذا استعجمت بالمنطق الشفتان

فو الله ما أدري، أكلّ ذوي الهوى ... على ما بنا أم نحن مبتليان

وكنّا كريمي معشر حمّ بيننا ... هوى فحفظناه بكلّ صيان

نذود النفوس الحائمات عن الهوى ... وهنّ بأعناق إليه ثوان

فأكرموا الرجل، ووقفوه على الطريق، وخرجوا إلى الشام إلى كعب بن مالك فأقدموه، فلما دخل الحيّ جلس ناحية فرأى مجمعا للحي وغليما، فدعا الغليم فقال له: من أبوك؟ فقال كعب بن مالك، وقد كان خلّف ابنه صغيرا فعرفه، فقال: ما هذا الجمع؟ فقال: لخالتي ميلاء ماتت الساعة، فراعه ذلك وقام منه وقعد، وشهق شهقة مات، فدفنت ميلاء ثم دفن إلى جانب قبرها.

[٤٥٢]- وممّن نسب إلى العشق ومات كمدا محمد بن داود الأصفهاني صاحب المذهب. روي عن أبي عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي نفطويه، قال: دخلت على محمد بن داود في مرضه الذي مات فيه، فقلت له:


[٤٥٢] تاريخ بغداد ٥: ٢٦٢ وسير أعلام النبلاء ١٣: ١١٢- ١١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>