للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فدفعته إليهم، وجعلت أديهم، حتى إني لأدي ميلغ الكلب، وفضلت فضلة فدفعتها إليهم، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: أقبلوها؟ قال: نعم، قال: فو الذي أنا عبده لهي أحبّ إليّ من حمر النّعم.

[٤٥٤]- روي أنّ رجلا من بني تميم يقال له الخضر، أبق له غلامان، قال: فخرجت في طلبهما وأنا على ناقة لي عيساء كوماء أريد اليمامة، فلما صرت في ماء لبني حنيفة يقال له الصّرصران، ارتفعت سحابة فرعدت وبرقت وأرخت عزاليها، فعدلت إلى بعض ديارهم، وسألت القرى فأجابوا. فدخلت دارا لهم، وأنخت الناقة وجلست تحت ظلّة لهم من جريد النخل، وفي الدار جويرية لهم سوداء، إذ دخلت جارية كأنها سبيكة فضة، وكأن عينيها كوكبان دريّان، فسألت الجارية: لمن هذه العيساء؟ تعني ناقتي، فقيل: لضيفكم هذا، فعدلت إليّ وقالت: السلام عليكم، فرددت عليها السلام، فقالت لي: ممن الرجل؟ فقلت: من بني حنظلة، فقالت: من أيّهم؟ فقلت: من بني نهشل، فتبسمت وقالت: أنت إذن ممن عناه الفرزدق بقوله: [من الكامل]

إن الذي سمك السماء بنى لنا ... بيتا دعائمه أعزّ وأطول

بيتا بناه لنا المليك وما بنى ... ملك السماء فإنه لا ينقل

بيتا زرارة محتب بفنائه ... ومجاشع وأبو الفوارس نهشل

قال فقلت: نعم جعلت فداك، وأعجبني ما سمعت منها، فضحكت وقالت:

فإن ابن الخطفى قد هدم عليكم بيتكم هذا الذي فخرتم به حيث يقول:

[من الكامل]

أخزى الذي رفع السماء مجاشعا ... وبنى بناء بالحضيض الأسفل


[٤٥٤] الأغاني ٨: ٤٣- ٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>