للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال له: اللهم إذ حلّفتني فنعم؛ فقبض المجنون بكلتا يديه قبضتين من نار فما فارقهما حتى سقط مغشيّا عليه، وسقط الجمر مع لحم راحتيه، فقام زوج ليلى مغموما بفعله متعجّبا.

والأخبار المنسوبة إلى المجنون كثيرة، وهي تخرج عن المعنى الذي قصدت.

[٤٩٤]- وأعود إلى مستحسن الأشعار في المعنى، فمن ذلك قول جرير:

[من الطويل]

كأنّ عيون المجتلين تعرّضت ... لشمس تجلّى يوم دجن سحابها

إذا ذكرت للقلب كاد لذكرها ... يطير إليها واعتراه عذابها

حمى أهلها ما كان منّا وأصبحت ... سواء علينا نأيها واقترابها

[٤٩٥]- وقال ذو الرمة: [من الطويل]

عدتني العوادي عنك يا ميّ برهة ... وقد يلتوى دون الحبيب فيهجر

على أنني في كلّ سير أسيره ... وفي نظري من نحو أرضك أصور

فإن تحدث الأيام يا ميّ بيننا ... فلا ناشر سرّا ولا متغيّر

أقول لنفسي كلما خفت هفوة ... من القلب في آثار ميّ فأكثر

ألا إنما ميّ فصبرا بليّة ... وقد يبتلى المرء الكريم فيصبر

[٤٩٦]- وقال أيضا: [من الطويل]

وقفنا فقلنا إيه عن أمّ سالم ... وما بال تكليم الديار البلاقع

فما كلّمتنا دارها غير أنّها ... ثنت هاجسات من خبال مراجع


[٤٩٤] ديوان جرير (الصاوي) : ٥٢.
[٤٩٥] ديوان ذي الرمّة: ٦١٧- ٦١٩.
[٤٩٦] ديوان ذي الرمة: ٧٧٨- ٧٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>