للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عفت غير آجال الصّريم «١» وقد يرى ... بها وضّح اللبّات حور المدامع

إذا الفاحش المغيار لم يرتقبنه ... مددن حبال المطمعات الموانع

فما القرب يشفي من هوى أم سالم ... وما البعد منها من دواء بنافع

من البيض مبهاج عليها ملاحة ... نضار وروعات الحسان الروائع

هي الشمس إشراقا إذا ما تزيّنت ... وشبه النّقا مغترّة في الموادع «٢»

ولما تلاقينا جرت من عيوننا ... دموع كففنا فيضها بالأصابع

ونلنا سقاطا من حديث كأنه ... جنى النحل ممزوجا بماء الوقائع «٣»

[٤٩٧]- وقال أبو ذؤيب الهذلي: [من الطويل]

أبى القلب إلا أمّ عمرو فأصبحت ... تحرّق ناري بالشّكاة ونارها

وعيّرها الواشون أني أحبّها ... وتلك شكاة ظاهر عنك عارها

فإن أعتذر منها فإني مكذّب ... وإن تعتذر يردد عليها اعتذارها

فلا يهنأ الواشين أن قد هجرتها ... وأظلم دوني ليلها ونهارها

فما أمّ خشف بالعلاية مشدن «٤» ... تنوش البرير حيث نال اهتصارها

بأحسن منها يوم قامت فأعرضت ... تواري الدموع حيث جدّ انحدارها

[٤٩٨]- ومما ينسب إلى قيس بن الملوّح المجنون: [من الطويل]

دعا المحرمون الله يستغفرونه ... بمكة يوما كي تمحّى ذنوبها


[٤٩٧] شرح أشعار الهذليين ١: ٧٠- ٧٣.
[٤٩٨] قارن بالأغاني ٢: ٧٠ وديوان المجنون: ٦٩ وبعضها ص: ٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>