للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٥٤٤]- ومن شعر الحسين بن الضحاك: [من مجزوء الخفيف]

لا وحبّيك لا أصا ... فح للدمع مدمعا

من بكى شجوه استراح ... وإن كان موجعا

كبدي من هواك أسقم ... من أن تقطعا

لم تدع سورة الضنى ... فيّ للسقم موضعا

[٥٤٥]- سعت أمة لبثينة بها إلى أخيها وأبيها، وقالت لهما: إنّ جميلا عندها الليلة، فأتياها مشتملين على سيفين، فرأياه جالسا حجرة منها يحدّثها ويشكو إليها بثّه، ثم قال لها: يا بثينة أرأيت ودّي إيّاك وشغفي بك؟ ألا تجرّبينه؟ قالت: بماذا؟ قال: بما يكون من المتحابّين، فقالت له: يا جميل:

أهذا تبغي؟ والله لقد كنت عندي بعيدا منه، ولئن عاودت تعريضا بريبة لا رأيت وجهي أبدا، فضحك وقال: والله ما قلت لك هذا إلا لأعلم ما عندك فيه، ولو علمت أنك تجيبينني إليه، لعلمت أنك تجيبين غيري، ولو علمت منك مساعدة عليه لضربتك بسيفي هذا ما استمسك قائمه في يدي، ولو أطاعني قلبي لهجرتك هجرا للأبد، أوما سمعت قولي؟ [من الطويل]

وإني لراض من بثينة بالذي ... لو استيقن الواشي لقرّت بلابله

بلا وبأن لا أستطيع وبالمنى ... وبالأمل المرجوّ قد خاب آمله

وبالنظرة العجلى وبالحول تنقضي ... أواخره لا نلتقي وأوائله

فقال أبوها لأخيها: قم فما ينبغي لنا بعد هذا اليوم أن نمنع هذا الرجل من لقائها، فانصرفا وتركاهما.


[٥٤٤] الأغاني: ٧: ١٧٢.
[٥٤٥] الأغاني ٨: ١٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>