للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٥٤٦]- قال إسحاق الموصلي: صرت إلى الواثق فقال: بأيّ شيء أطرفتني من أحاديث الأعراب وأشعارهم؟ فقلت يا أمير المؤمنين: جلس إليّ فتى من الأعراب في بعض المنازل، فحادثني فرأيت منه أحلى ما رأيت من الفتيان منظرا وحديثا وظرفا وأدبا، فاستنشدته فأنشدني: [من الطويل]

سقى العلم الفرد الذي في ظلاله ... غزالان مكحولان مؤتلفان

إذا أمنا التفّا بجيدي تواصل ... فطرفاهما للرّيب يسترقان

أرغتهما ختلا فلم أستطعهما ... ورميا ففاتاني وقد قتلاني

ثم تنفّس نفسا ظننت أنّ حيازيمه قد تقطّعت، فقلت: ما لك بأبي أنت؟ فقال:

وراء هذين الجبلين لي شجن، وقد حيل بيني وبين المرور بهذه البلاد، وقد نذر دمي، وأنا أتمتع بالنظر إلى هذين الجبلين تعلّلا بهما إذا قدم الحجاج، ثم يحال بيني وبين ذلك، فقلت له: زدني مما قلت في ذلك فأنشدني: [من الطويل]

إذا ما وردت الماء في بعض أهله ... حضور فعرّض بي كأنّك مازح

فإن سألت عنّي حضور فقل لها ... به غبّر من دائه وهو صالح

فأمرني الواثق فكتبت الشعرين وغنّي الواثق بهما بعد أيام، ووصلني بصلتين، وذكر خبرا طويلا ليس هذا موضعه.

[٥٤٧]- قال حمّاد الراوية: أتيت مكة فجلست في حلقة فيها عمر بن أبي ربيعة المخزومي، فتذاكروا العذريين، فقال عمر بن أبي ربيعة: كان لي صديق من بني عذرة يقال له الجعد بن مهجع، وكان أحد بني سلامان، وكان يلقى مثل الذي ألقى من الصبابة بالنساء والوجد بهنّ، على أنه كان لا


[٥٤٦] الأغاني ٩: ٢٨٢- ٢٨٣.
[٥٤٧] الأغاني ١١: ١٥٧- ١٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>