للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كأنه بعض عبّاد الهنود وقد ... ألقى بمهجته في لجّة النار

٥٦٨- ذكر أن أبا القمقام بن بحر السقا عشق مدنية، فبعث إليها إنّ إخوانا لي زاروني فابعثي لي برؤوس حتى نتغدى ونصطبح على ذكرك، ففعلت، فلما كان اليوم الثاني، بعث إليها: إننا لم نفترق فابعثي لي بسنبوسك حتى نصطبح على ذكرك، ففعلت، فلما كان في اليوم الثالث بعث إليها: أصحابي مقيمون فابعثي إليّ ببقرية منقورية وجزورية شهيّة حتى نأكلها ونصطبح على ذكرك، فقالت لرسوله: إني رأيت الحبّ إذا حلّ بالقلب يفيض على الكبد والأحشاء ويمنع من شهوة الطعام، وإنّ حبّ صاحبنا هذا ليس يجاوز معدته.

[٥٦٩]- ودعت أبا الحارث جمينا واحدة كان يحبها، فجعلت تحادثه ولا تذكر الطعام، فلما طال ذاك به، قال: لا أسمع للغداء ذكرا، قالت: أما تستحي؟

أما في وجهي ما يشغلك عن هذا؟ فقال: جعلني الله فداك، لو أنّ جميلا وبثينة قعدا ساعة لا يأكلان شيئا لبصق كل واحد منهما في وجه صاحبه وافترقا.

[٥٧٠]- وأنشد الأعرابي في ضده: [من الطويل]

فلو كنت عذريّ العلاقة لم تكن ... سمينا وأنساك الهوى كثرة الأكل

[٥٧١]- وواعد العرجيّ امرأة شعثاء من الطائف، فجاء على حمار ومعه غلام، وجاءت على أتان ومعها جارية، فوثب العرجيّ على المرأة، ووثب الغلام على الجارية، ووثب الحمار على الأتان، فقال العرجيّ: هذا يوم غائب رقباؤه عنا «١» .


[٥٦٩] نثر الدر ٣: ٢٥١.
[٥٧٠] ربيع الأبرار ٣: ١٢٥.
[٥٧١] الأغاني ١: ٣٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>