للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما أحسن ما لمح هذا المعنى العباس بن الأحنف فنقله إلى الغزل واختصر اللفظ فقال: [من الكامل]

لو كنت عاتبة لسكّن عبرتي ... أملي رضاك وزرت غير مجانب

لكن مللت فلم تكن لي حيلة ... صدّ الملول خلاف صدّ العاتب

[٦٦٢]- وقالوا: لا خير في القول إلا مع الفعل، ولا في المنظر إلا مع المخبر، ولا في المال إلا مع الجود، ولا في الصديق إلا مع الوفاء، ولا في الفقه إلا مع الورع، ولا في الصدقة إلّا مع حسن النية، ولا في الحياة إلّا مع الصحة والأمن والسرور.

[٦٦٣]- قال رجل لهشام: يا أمير المؤمنين احفظ عني أربعا فيهنّ صلاح ملكك واستقامة رعيّتك: لا تعدنّ عدة لا تثق من نفسك بإنجازها، ولا يغرّنك المرتقى وإن كان سهلا إذا كان المنحدر وعرا، واعلم أنّ للأعمال جزاء فاحذر العواقب وللأمور تبعات فكن على حذر.

[٦٦٤]- وقالوا: الموت فيما يجمل خير من الحياة فيما يقبح. نظر إلى هذا المعنى بعض فتيان بني أمية وهم يحاربون عبد الله بن عليّ ورآه عبد الله مجدّا في الحرب فأعطاه الأمان فلم يقبله، وتقدم يقاتل ويقول، والشعر لعقيل بن علفة المّري: [من المتقارب]


[٦٦٢] كليلة ودمنة: ١٢٢ وكتاب الآداب: ٥٤- ٥٥ ومحاضرات الراغب ٢: ٧٠٤.
[٦٦٣] سراج الملوك: ٥٠ (والزهري يرويها في مجلس سليمان بن عبد الملك) والبصائر ٤: ١٥٤- ١٥٥ وربيع الأبرار: ٣٩٦/أ (لهشام) والذهب المسبوك: ١٥٠ وكتاب الآداب: ٤٨ وزهر الآداب: ٨٥٧ والمصباح المضيء ٢: ١٢٠ ونهاية الأرب ٦: ١١ والمنهج المسلوك: ١٢ ب.
[٦٦٤] قصة الأموي وهو يجارب عبد الله بن علي والشعر في الأغاني ٤: ٣٤٦ وهذا الأموي هو أحد أبناء مسلمة بن عبد الملك؛ وانظر النجوم الزاهرة ١: ٢٥٨ والبيتان في عيون الأخبار ١:
١٩١ وذكر أن زيد بن علي تمثل بهما يوم قتل.

<<  <  ج: ص:  >  >>