للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إيماضها، فيذهلون عن امتراء درّتها «١» ، ويعمهون «٢» عن الاستمتاع بنضرتها، ويكونون كمن أطار طائرها لما وقع، ونفّر وحشيّها حين أنس، فلا يلبثون أن يتعرّوا من جلبابها، وينسلخوا من إهابها، ويتعوّضوا منها الحسرة والغليل، والأسف الطويل.

[٧١٤]- ولما نقل بختيار ابنته المزوّجة بأبي تغلب ابن حمدان كتب عنه الصابي في معناها فصلا، وهو: قد توجّه أبو النجم بدر الحرمي- وهو الأمين على ما يلحظه، والوفيّ بما يحفظه- نحوك يا سيّدي ومولاي بالوديعة، وإنما نقلت من وطن إلى سكن، ومن مغرس إلى معرّس، ومن مأوى برّ وانعطاف، إلى مثوى كرامة وألطاف، ومن منبت درّت لها نعماؤه، إلى منشإ تجود عليها سماؤه، وهي بضعة مني انفصلت إليك، وثمرة من جنى قلبي حصلت لديك، وما بان عني من وصلت حبله بحبلك، وتخيّرت له باهر فضلك، وبّوأته المنزل الرّحب من جميل خلائقك، وأسكنته الكنف الفسيح من كريم شيمتك وطرائقك، ولا ضياع على ما تضمّنته أمانتك، ويشتمل عليه حفظك ورعايتك.

وأرجو أن يقرن الله موردها بالطائر السعيد، والأمر الرّشيد، والعزّ الزائد والجدّ الصاعد، والنّماء في الائتلاف، والعصمة من الفرقة والخلاف، حتى تكون عوائد البركة بأحوالها منوطة، ومن عوادي الأيّام وغيرها محوطة.

[٧١٤]- ب- ولما قرىء هذا الفصل بحضرة أبي تغلب، اعتمد للجواب عنه أبو الفرج الببغا فأجاب عنه بما نسخته:

وأما أبو النجم بدر الحرميّ المستوجب للارتضاء والإحماد، الموفي بمناصحته


[٧١٤] نثر الدر ٥: ١١٢ إلى قوله: «ورعايتك» .

<<  <  ج: ص:  >  >>