للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالآن لا أثر بعد عين، سأصبح لأجله عن سرى القين، اغتناما للفائدة، والنعمة الباردة، ووجدانا للضالّة الشاردة: [من الخفيف]

أين أمضي وما الذي أنا أبغي ... بعد إدراكي المنى والطّلابا

فإذا ما وجدت عندكم العلم ... قريبا فما أريد الثوابا

اذهبوا أنتم فزوروا عليا ... لأزور الهيتيّ والآدابا

لن أبالي إن قيل إنّ الخوارز ... ميّ أخطا في فعله أو أصابا

فقالت الجماعة: بل أصبت، ووجدت ما طلبت، وقديما كنا ننشر أعلاقك، ونتمنى اتّفاقك، ونتداول أوصافك، ونحبّ مضافك، ونكثر لديه ذكرك، ونعظّم لديه قدرك، فيتحرّك منه ساكنه، ويتقلقل بك أماكنه، ونسأل الله سبحانه أن يجمع بينك وبينه بمحضرنا، وتلامح عينك عينه بمنظرنا، فيلتفّ غبارك بغباره، ويمتزج تيّارك بتيّاره، ويختلط مضمارك بمضماره، فنعرف منكما السابق والسّكيت، والسّوذانق والكعيت «١» ، ويتبين من الذي يحوي القصب، ومن يشتكي العصب، فانكما قال الشاعر: [من الوافر]

هما رمحان خطّيان كانا ... من السّمر المثقفة الصعاد

تهال الأرض أن يطآ عليها ... بمثلهما نسالم أو نعادي

فقلت: لقد تنكبتم الانصاف، وأخطأتم الاعتراف، وأبعدتم القياس، وأوقعتم الالتباس، أين ابن ثلاثين إلى ابن ثمانين، وأبن ابن اللّبون من البازل الأمون؟

والمهر الرازح، من الجواد القارح، والكودن المبروض، من المجرّب المروض؟

[من البسيط]

<<  <  ج: ص:  >  >>