للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٢٢٦- وأبو الطيب المتنبي، مع فضله المشهور، وبحره الغزير، وأخذه برقاب الكلام، ووقوفه على دقائق المعاني، واتيانه بها في أبهج رونق وأصفى سبك وأرقّ لفظ، وعلى ما في شعره من الحكم والأمثال السائرة، يغلط ويحيل ويجيء بالمعنى الشنيع واللفظ الرّذل، ثم لا يتصفّحه فيسقطه أو ينبّه عليه من بعد فيضعه.

(١) فمن غلطه قوله: [من الكامل]

ملك زهت بمكانه أيامه ... حتى افتخرن به على الأيّام

وإنما هو زهيت، يقال: زهيت علينا يا رجل، وزها النبت إذا اصفرّ وظهر زهوه أي صفرته، وزها البسر وأزهى إذا احمرّ وإذا اصفرّ. وفي الخبر أن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم نهى عن بيع التمر حتى يزهو، ويروى حتى يزهي، والزّهو البسر والزّهو أيضا الكذب.

«١٢٢٦» -. (٢) وقوله: [من الكامل]

وصلت إليك يد سواء عندها ال ... بازيّ الاشهب والغراب الأبقع

وهو البازي غير مشدّد، وقد وصل ألف القطع في قوله «الاشهب» وإنما احتذى في البازيّ قول البحتري: [من الخفيف]

وبياض البازيّ أحسن لونا ... إن تأمّلت من سواد الغراب

وحكمها في هذا الإخلال عند من أخذه عليهما واحد.

(٣) وأخذ على المتنبي قوله: [من الكامل]

وقتلن دفرا والدّهيم فما ترى ... أمّ الدّهيم وأمّ دفر هابل

والدّهيم اسم الداهية، وأصل ذلك ناقة اسمها الدهيم حملت رؤوس قتلى

<<  <  ج: ص:  >  >>