للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والحياة مضاعفة «١» بطرف لسانه، لا يعرف ألم العقوبة فيتقي، ولا يؤتى «٢» على بادرة فينتهي، يخطىء فيصيب «٣» ويصيب فيفرط، مفتون الهوى فظ الخليقة على اختراق العقوبة، لا يمنعه من ذوي الخاصّة به ما يعلم من عناية وطول صحبة، أن يقتله بخطرة من خطرات موجدته، ثم لا ينفكّ أن يخطب إليها مكانه، وينافس الرجال موضعه، فلا الثاني بالأول يعتبر، ولا الملك عن مثل ما فرط ينزجر.

[٨١٠]- قال صاحب كليلة ودمنة: السلطان لا يقرّب الرجال على قرب آبائهم ولا يباعدهم لبعدهم، ولكنه ينزلهم على قدر ما عند كلّ امرىء منهم فيما ينتفع به، وقد يكون الجرذ في البيت جارا مجاورا، فينفى إذا كان ضارّا مؤذيا، ولما كانت في البازي منفعة وهو وحشيّ اقتني واتّخذ.

[٨١١]- قال «٤» ابن المقفع: جميع ما يحتاج إليه الوالي رأيان: رأي يقوّي سلطانه ورأي يزيّنه في الناس، ورأي القوة أولاهما بالتقديم وأحقّهما بالأثرة، ورأي التزيين أحضرهما حلاوة وأكثرهما أعوانا، مع أن الزينة من القوة، والقوة بالزينة، ولكنّ الأمر ينسب إلى معظمه «٥» .

[٨١٢]- وقال: ليعلم الوالي أنّ الناس على دينه «٦» إلا من لا يبالي


[٨١٠] كليلة ودمنة: ٩٠.
[٨١١] الأدب الكبير: ٥٤ ولباب الآداب: ٨٤.
[٨١٢] الأدب الكبير: ٥٤ (والحكمة الخالدة: ٢٩٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>