للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هم قتلوه كي يكونوا مكانه ... كما فعلت يوما بكسرى مرازبه

بني هاشم كيف التواصل بيننا ... وعند أخيه سيفه ونجائبه

هكذا غنت وإنما هو: وعند عليّ سيفه ونجائبه.

فغضب وتطير وقال لها: ما قصتك ويحك! انتهي وغنيني ما يسرني فغنت:

[من الكامل المجزوء]

هذا مقام مطرّد ... هدمت منازله ودوره

فازداد تطيرا ثم قال: انتهي وغني غير هذا! فغنت: [من الطويل]

كليب لعمري كان أكثر ناصرا ... وأيسر جرما منك ضرّج بالدم

فقال: قومي إلى لعنة الله! فوثبت. وكان بين يديه قدح بلّور، وكان لحبه إياه يسميه محمدا باسمه، فأصابه طرف ردائها فسقط على بعض الصواني فانكسر وتفتت. فأقبل عليّ فقال: أرى والله يا عمّ أن هذا آخر أمرنا. فقلت: كلا، بل يبقيك الله يا أمير المؤمنين ويسرك. قال: ودجلة يا بني هادئة، والله ما فيها صوت مجداف ولا أحد يتحرك ولا شيء؛ فسمعت هاتفا يهتف: قضي الأمر الذي فيه تستفتيان. قال، فقال لي: أسمعت ما سمعت يا عم؟ فقلت: وما هو؟ - وقد والله سمعت الصوت الذي جاء الساعة من دجلة. فقلت: ما سمعت شيئا ولا هذا ألا توهم؛ فإذا الصوت قد عاد، فقال: انصرف يا عمّ، بيتك الله بخير، فمحال ألا تكون الآن سمعت ما سمعت.

فانصرفت وكان آخر عهدي به.

«٣٠» - وحدث بعض أشياخ البرامكة قال: كنت عند إبراهيم بن المهدي قد اصطبحنا، وعنده عمرو بن بانة وجماعة من إخوانه وعمرو الغزّال، ونحن في أطيب ما كنا فيه إذ غنى عمرو الغزّال، وكان إبراهيم بن المهدي يستثقله. قال:

<<  <  ج: ص:  >  >>