للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاندفع عمرو الغزال يغني في شعر محمد بن أمية: [من السريع]

ما تمّ لي يوم سرور بمن ... أهواه مذ كنت إلى الليل

أغبط ما كنّا بما نلته ... منه أتتني الرسل بالويل

قال: فتطير إبراهيم ووضع القدح من يده وقال: أعوذ بالله من شرّ ما قلت! فو الله ما سكنت- وأخذنا نتلافى إبراهيم- حتى دخل علينا حاجبه يعدو، فقال له: ما الخبر؟ قال: خرج الساعة مسرور من دار أمير المؤمنين حتى دخل على جعفر بن يحيى، فلم يلبث أن خرج ورأسه بين يديه، وقبض على أبيه وإخوته وأهله. فقال إبراهيم: إنا لله وإنا إليه راجعون، ارفع يا غلام. فرفع ما كان بين أيدينا وتفرّقنا، ثم ما رأيت عمرا بعدها في داره.

٣١- كان عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن العباس ثقيل الرجل لا يقدم على أحد من أهل بيته إلا مات. فقدم على أخيه سليمان بن علي بالبصرة فمات فصلّى عليه. ثم رحل فقدم البصرة بعد مدة محمد بن سليمان صحيح فاضطرب فقال:

لأمر ما قدم عمي؛ فاعتل واشتد جزعه ثم عوفي، فتصدق بمائة ألف دينار. ولما مات عبد الصمد قال الرشيد: الحمد لله الذي مات عنوان الموت! لا يحمل عمي غيري. فكان أحد حملته إلى حفرته.

وروي أن جعفر بن سليمان مات حين قدم عليه عبد الصمد، وإن عبد الصمد عمي في ذلك الوقت، فقال إسماعيل بن جعفر: أخذنا بعض ثأرنا.

«٣٢» - قال البحتري: أنشدت شيئا من شعري أبا تمام فتمثل ببيت أوس بن حجر: [من الطويل]

إذا مقرم منّا ذرا حدّ نابه ... تبيّن منّا حدّ آخر مقرم

ثم قال: نعيت إليّ نفسي فقلت: أعيذك بالله من هذا القول. فقال: إن عمري

<<  <  ج: ص:  >  >>