للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لن يطول وقد نشأ في طيء مثلك؛ أما علمت أن خالد بن صفوان رأى شبيب بن شبة- وهو من رهطه- يتكلم، فقال: يا بني لقد نعي إليّ نفسي إحسانك في كلامك لأنّا أهل بيت ما نشأ فينا خطيب إلا مات من قبله، فقلت: بل يبقيك الله ويجعلني فداك. قال: فمات بعد سنة.

«٣٣» - قال القاضي أبو علي الجويني: حضرت بين يدي سيف الدولة أبي الحسن صدقة بن منصور بن دبيس، وابنه أبو المكارم محمد إذ ذاك مريض مرضه الذي مات فيه، وقد أتى بديوان أبي نصر ابن نباتة، فتصفحه فوقّع في يده وقال يعزّي سيف الدولة أبا الحسن ويرثي ابنه أبا المكارم محمدا، فأخذت المجلد وأطبقته؛ فعاد سيف الدولة فتصفحه ثانيا فخرج ذلك من القصيدة التي غناها قوله: [من الطويل]

فإن بميّا فارقين حفيرة ... تركنا عليها ناظر الجود داميا

تضمّنها الأيدي فتى ثكلت به ... غداة ثوى آمالها والأمانيا

ولما عدمنا الصبر بعد محمد ... أتينا اباه نستفيد التعازيا

«٣٤» - شخص أبو الشمقمق مع خالد بن يزيد بن مزيد وقد تقلّد الموصل، فلما أراد الدخول إليها اندق لواؤه في أول درب منها، فتطير من ذلك وعظم عليه. فقال أبو الشمقمق: [من الكامل]

ما كان مندقّ اللواء لريبة ... تخشى ولا أمر يكون مبذلا

لكن هذا الرمح ضعف متنه ... صغر الولاية فاستقلّ الموصلا

فسرّي عن خالد. وكتب صاحب البريد بذلك إلى المأمون فزاده ديار ربيعة،

<<  <  ج: ص:  >  >>