فقال: [من المنسرح]
تشعّث صبياننا وما يتموا ... وأنت صافي الأديم والحدقه
فليت صبياننا إذا يتموا ... يلقون ما قد لقيت يا صدقه
عوّضك الله من أبيك ومن ... أمّك في الشام بالعراق مقه
كفاك عبد الرحمن فقدهما ... فأنت في كسوة وفي نفقة
تظل في درمك وفاكهة ... ولحم طير ما شئت أو مرقه
تأوي إلى حاضن وحاضنة ... زادا على والديك في الشفقه
فكل هنيئا ما عاش ثم إذا ... مات فلغ في الدماء والسرقه
وخالف المسلمين قبلتهم ... وضلّ عنهم وخادن الفسقة
واستر بهذا التليل ذا خصل ... لصوته في الصهيل صهصلقه
واقطع عليه الطريق تلق غدا ... ربّ دنانير جمة ورقه
فلما مات عبد الرحمن أصابه ما قال ابن بيض أجمع من الفساد والسرقة وصحبة اللصوص، ثم كان آخر ذلك أنه قطع الطريق وصلب.
«٦٠» - وخرج حمزة بن بيض يريد سفرا فاضطره الليل إلى قرية عامرة كثيرة الأهل والمواشي من الشاء والبقر، كثيرة الزرع، فلم يصنعوا به خيرا، فغدا عليهم وقال: [من الكامل]
لعن الإله قرية يممتها ... فأضافني ليلا إليها المغرب
الزارعين وليس لي زرع بها ... والحالبين وليس لي ما أحلب
فلعل ذاك الزرع يردي أهله ... ولعل ذاك الشاء يوما يجرب
ولعل طاعونا يصيب علوجها ... ويصيب ساكنها الزمان فتخرب
فلم يمرّ بتلك القرية سنة حتى أصابهم الطاعون فباد أهلها وخربت. فمر بهم ابن