للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال له الرشيد: هي مملوكة ولا بدّ أن تستبرأ، وو الله إن بتّ الليلة ولم أبت معها أظنّ نفسي ستزهق. قال: قلت: يعتقها أمير المؤمنين ويتزوّجها، فإنّ الحرّة لا تستبرأ.

«٦٨٤» - وقف أحمد بن أبي خالد بين يدي المأمون، وخرج يحيى بن أكثم من بعض المستراحات، ووقف. فقال له المأمون: اصعد إلى السرير، فصعد فجلس على طرفه، فقال أحمد: يا أمير المؤمنين، إنّ يحيى صديقي وأخي ومن أثق به في أمري كلّه ويثق بي، وقد تغيّر عمّا كنت أعهده عليه، فإن رأيت أن تأمره بالعود إلى ما كان عليه لي، فإني له على مثله. فقال المأمون: يا يحيى إنّ فساد أمر الملوك بفساد الحال بين خاصّتهم [١] ، وما يعدلكما عندي أحد، فما هذا النزاع بينكما؟ فقال له يحيى: والله يا أمير المؤمنين إنّه ليعلم أني له على أكثر ممّا وصف، وأنّني أثق بمثل ذلك منه، ولكنه رأى منزلتي هذه منك، فخاف أن أتغيّر له يوما فأقدح فيه عندك، فتقبل قولي فيه، فأحبّ أن يكون هذا. فتأمرني بامرىء لو بلغ نهاية مساءتي ما قدرت أن أذكره بسوء عندك؟ فقال المأمون:

كذلك هو يا أحمد؟ قال: نعم، قال: أستعين بالله عليكما! ما رأيت أتمّ دهاء ولا أقرب فطنة منكما.

٦٨٥- ولي أبو بردة بن أبي موسى القضاء بالكوفة بعد الشعبيّ، وكان يحكم بأنّ رجلا لو قال لمملوك لا يملكه: أنت حرّ، فإنّ المملوك يعتق، ويؤخذ ثمنه من المعتق. قال: وعشق رجل من بني عبس جارية لجار له وجنّ بها وجنّت به، وكان يشكو ذاك إليها، فلقيها يوما فقال لها: إلى الله أشكو أنه لا حيلة لي فيك. فقالت: بلى والله، إنّ لك لحيلة ولكنك عاجز؛ هذا أبو بردة


[١] م: جلسائهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>