شعبة: فصرف وجه البغلة قبل العدوّ، فقال له: إلى أين تريد؟ قال: أنا أعلم أني مقتول، فلأن أقتل مقبلا خير من أن أقتل مدبرا. فنزل الرجل عن بغلته.
«٦٩٠» - سأل عبد الله بن الزبير معاوية شيئا، فمنعه، فقال: والله ما أجهل أن ألزم هذه البنيّة، فلا أشتم لك عرضا، ولا أقصب لك حسبا، ولكن أسدل عمامتي من بين يدي ذراعا ومن خلفي ذراعا، وأقعد في طريق أهل الشام، فأذكر سيرة أبي بكر وعمر فيقول الناس: هذا ابن حواريّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وابن الصّدّيق، فقال معاوية: حسبك بهذا شرّا، وقضى حاجته.
«٦٩١» - أتى رجل الأحنف فلطمه، فقال له: لم لطمتني؟ قال: جعل لي جعل على أن ألطم سيّد بني تميم، قال: ما صنعت شيئا، عليك بجارية بن قدامة فإنّه سيّدهم. فانطلق فلطم جارية، فأخذه فقطع يده؛ وإنّما أراد الأحنف ذلك.
٦٩٢- قال عمر بن يزيد الأسديّ: خفنا أيام الحجاج وجعلنا نودع متاعنا، وعلم جار لنا، فخشيت أن يظهر أمرنا، فعمدت إلى سفط فيه لبن ودفعته إليه، فمكث عنده حتى أمنّا، فطلبته منه، فقال لي: ما وجدت أحدا تودعه لبنا غيري؟! «٦٩٣» - توجّه عمرو بن العاص حين فتح قيسارية إلى مصر، وبعث إلى علجها فأرسل إليه أن أرسل إليّ رجلا من أصحابك أكلّمه. فنظروا فقال عمرو: ما أرى لهذا أحدا غيري، فخرج ودخل على العلج وكلّمه، فسمع كلاما لم يسمع مثله قطّ، فقال: حدّثني، هل في أصحابك مثلك؟ قال: لا تسل عن هواني عليهم، إلّا أنهم بعثوني إليك وعرّضوني لما عرّضوني لا يدرون ما تصنع بي. فأمر له بجائزة وكسوة، وبعث إلى البوّاب: إذا مرّ بك