للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«٧٠٣» - جاءت امرأة إلى أبي حنيفة فقالت: إنّ زوجي حلف بطلاقي أن أطبخ قدرا أطرح فيها مكّوكا من الملح فلا يتبيّن طعم الملح فيما يؤكل منها، فقال: خذي قدرا واجعلي فيها الماء، واطرحي فيها مكّوكا ملحا واطرحي فيه بيضا واسلقيه، فإنّه لا يوجد طعم الملح في البيض.

«٧٠٤» - قال الحجاج لمحمد بن عمير بن عطارد: اطلب لي امرأة حسنة [١] أتزوّجها، قال: قد وجدتها إن زوّجها أبوها. قال: ومن هذا الذي يمتنع من تزويجي؟ قال: أسماء بن خارجة، يدّعي أنه لا كفؤ لبناته إلا الخليفة. قال:

فأضمرها الحجاج إلى أن دخل عليه أسماء، فقال: ما هذا الفخر والتطاول؟

قال: أيّها الأمير، إنّ تحت هذا شيئا، قال: بلغني أنك تزعم أن لا كفؤ لبناتك إلا الخليفة! فقال: والله ما الخليفة بأحب أكفائهنّ إليّ، ولنظرائي من العشيرة أحبّ إليّ منه؛ لأنّ من خالطني منهم حفظني في حرمتي، وإن لم يكن يحفظني قدرت على أن أنتصف منه، والخليفة لا ينتصف منه إلا بمشيئته، وحرمته مضيمة مطّرحة، مقدم عليها من ليس مثلها، ولسان ناصرها أقطع. قال: فما تقول في الأمير خاطبا هندا؟ فزوّجه إيّاها وحوّلها إليه، فلمّا أتى على الحديث حولان دخل أسماء على الحجّاج فقال: هل أتى الأمير ولد بحمد الله تعالى على هيئته يسرّ به؟ قال: أما من هند فلا. فقال: هل أتى الأمير ولد الأمير من هند ومن غير هند عندي بمنزلة؛ قال: والله إني لأحبّ ذلك من هند؛ قال: فما يمنع الأمير من الضّرّ، فإنّ الأرحام تتغاير، قال: أو تقول هذا القول وعندي هند؟ قال: أحبّ أن يفشو نسل الأمير، فقال: ممّن؟ قال: على الأمير بهذا الحيّ من تميم، فنساؤهم مناجيب؛ قال: فأيّهنّ؟ قال: ابنة محمد بن عمير، قال: إنه لا فارغة


[١] نثر: حسبية.

<<  <  ج: ص:  >  >>