فقتلها، فقال: اذهب فاقطف رأسه، فقال: إنّه قتل العقاب! فقال: اقتله فإني لا أحبّ لشيء أن يجترىء على ما فوقه. وأراد أن يبلغ ذلك المأمون فيسكن إلى جانبه.
«٧٠٠» - غضب المأمون على رجل فقال له: لأقتلنّك ولآخذنّ مالك، اقتلوه! فقال أحمد بن أبي دواد: إذا قتلته، فمن أين تأخذ المال؟ قال: من ورثته. فقال: إذن تأخذ مال الورثة، وأمير المؤمنين يأبى ذلك. فقال:
يؤخّر حتى يستصفى ماله، فانفض المجلس وسكن غضبه، وتوصّل إلى خلاصه من بعد.
«٧٠١» - مرض مولى لسعيد بن العاص ولم يكن له من يخدمه، فبعث إلى سعيد، فلما أتاه قال: إنّه ليس لي وارث غيرك، وهاهنا ثلاثون ألف درهم مدفونة، فإذا أنا متّ فخذها بارك الله لك فيها. فقال سعيد حين خرج من عنده: ما أرانا إلّا وقد أسأنا إلى مولانا وقصّرنا في تعاهده، وهو من شيوخ موالينا. فبعث إليه وتعاهده، ووكل به من يخدمه. فلما مات كفّنه وشهد جنازته، فلما رجع إلى البيت أمر بأن يحفر الموضع، فلم يجد فيه شيئا.
وجاء صاحب الكفن فطالب بالكفن، فقال: والله لقد هممت أن أنبش عن ابن الفاعلة.
«٧٠٢» - بعث يزيد بن معاوية عبد الله بن عضاه الأشعريّ إلى ابن الزبير فقال له: إنّ أوّل أمرنا كان حسنا فلا تفسده بأخرة. قال ابن الزبير: إنّه ليست ليزيد في عنقي بيعة. فقال له: لو كانت، أكنت تفي بها؟ قال: نعم. قال: يا معشر المسلمين. قد سمعتم ما قال، وقد بايعتم ليزيد، وهو يأمركم بالرجوع عن بيعته.