للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«٧٠٩» - قال عباس بن سهل الساعدي: لمّا ولي عثمان بن حيّان المرّي المدينة، عرّض ذات يوم بذكر الفتنة، فقال له بعض جلسائه: عباس بن سهل كان شيعة لابن الزبير، وكان قد وجّهه في جيش إلى المدينة. قال عباس:

فتغيّظ عليّ وآلى ليقتلني. فبلّغت ذلك فتواريت عنه حتى طال عليّ ذلك، فلقيت بعض جلسائه، فشكوت ذلك إليه وقلت: قد أمّنني أمير المؤمنين عبد الملك، فقال لي: ما يخطر ذكرك إلا تغيّظ عليك وأوعدك؛ وهو ينشط في الحوائج على طعامه ويشكر، فاحضر طعامه ثم كلّمه بما تريد. ففعلت، فأتي بجفنة ضخمة فيها الثّردة عليها اللّحم. فقلت: لكأني أنظر إلى جفنة حيّان بن معبد يتكاوس الناس عليها بناحيته؛ ووصفت له ناحية. فجعل يقول: أرأيته؟ فقلت: لعمري كأني أنظر إليه حين خرج علينا وعليه مطرف خزّ يجرّ هدبه يتعلّق به حسك السّعدان، ما يكفّه عنه؛ ثم يؤتى بجفنة كأني أنظر إلى الناس يتكاوسون عليها، منهم القائم ومنهم القاعد. قال: ومن أنت رحمك الله؟ قلت: آمنّي أمنّك الله، قال: قد آمنتك، قلت: أنا عباس بن سهل الساعديّ، قال: فمرحبا بك وأهلا أهل الشرف والحقّ. قال عباس:

فرأيتني وما بالمدينة رجل أوجه منّي عنده. قال: فقال بعض القوم بعد ذلك:

يا عبّاس، أأنت رأيت حيّان بن معبد يسحب الخزّ يتكاوس الناس على جفنته؟ فقلت: والله لقد رأيته ونزلنا ناحية فأتانا في رحالنا وعليه عباءة قطوانية، فجعلت أذوده بالسوط عن رحالنا خيفة أن يسرقني.

«٧١٠» - قال الشعبيّ: وجّهني عبد الملك بن مروان إلى ملك الروم فلما وصلت إليه جعل يسائلني عن أشياء فأخبره بها. فأقمت عنده أياما، ثم كتب جواب كتابي، فلما انصرفت دفعته إلى عبد الملك، فجعل يقرأه ويتغيّر لونه. ثم

<<  <  ج: ص:  >  >>