للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: يا شعبيّ، علمت ما كتب به إليّ الطاغية؟ قلت: يا أمير المؤمنين كانت الكتب مختومة، ولو لم تكن مختومة ما قرأتها وهي إليك. قال: إنّه كتب إليّ: إنّ العجب من قوم يكون فيهم مثل من أرسلت به فيملّكون غيره. قال:

فقلت: يا أمير المؤمنين ذاك لأنّه لم يرك. قال: فسرّي عنه. ثم قال: إنّه حسدني عليك فأراد أن أقتلك.

«٧١١» - أخذ الحكم بن أيوب إياس بن معاوية في ظنّة الخوارج، فقال له الحكم: إنّك خارجيّ منافق، وأوسعه شتما. ثم قال له: ائتني بكفيل، فقال:

اكفل أيها الأمير بي، فما أحد أعرف منك بي. قال: وما علمي بك وأنا من أهل الشام وأنت من أهل العراق؟ فقال له إياس: ففيم هذه الشهادة منذ اليوم؟

٧١٢- وقد احتال بمثلها بعض أهل زماننا.

كان بهروز الخادم الغياثي وهو على العراق قد أولع بتتبّع الباطنية وقتلهم، ونصب لهم بعض العلويين ممّن يزعم أنّه كان على مذهبهم وتاب وادّعى معرفتهم؛ وملأ السّجن منهم، وقتل بشرا كثيرا ادّعى عليهم هذا المذهب.

فدخل يوما محاسن بن حفص المغنّي دار بهروز، فرأى هذا العلويّ، فاعتنقه وألطف له في السلام والسؤال وذاك لا يعرفه. فبهت إليه وقال له: من أنت؟

قال: أوما تعرفني؟ أنا صديقك. فقال: والله ما أعرفك. وكان هذا بحضرة القاضي أحمد بن سلامة الكرخيّ. فقال له محاسن: يا سيّدنا، اشهد عليه أنّه لا يعرفني، فضحك الحاضرون وصارت نادرة.

٧١٣- دعا المنصور ابن أبي ليلى وأراده على القضاء فأبى، فتوعّده إن لم يفعل، فأبى أن يفعل. ثم إنّ غداء المنصور حضر فأتي بصحفة فيها مثال رأس، فقال لابن أبي ليلى: خذ أيّها الرجل من هذا. قال ابن أبي ليلى: فجعلت أضرب بيدي إلى الشيء. فإذا وضعته في فمي سال فلا أحتاج إلى مضغه. فلما فرغ

<<  <  ج: ص:  >  >>