تذاكروا قول عمران بن حطّان: [من البسيط]
يا ضربة من تقيّ ما أراد بها ... إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
إني لأذكره حينا فأحسبه ... أوفى البريّة عند الله ميزانا
فلم يدر عبد الملك لمن هو، فرجع روح فسأل عمران بن حطّان عنه فقال:
هذا يقوله عمران بن حطّان يمدح به عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله ولعن مادحه، قاتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام. فرجع روح فأخبره، فقال عبد الملك: ضيفك عمران بن حطّان قبّحه الله، اذهب فجيء به، فرجع إليه فقال:
إنّ أمير المؤمنين قد أحبّ أن يراك. قال له عمران: قد أردت أن أسألك ذلك فاستحييت منك، فامض فإني بالأثر. فرجع روح إلى عبد الملك فخبّره، فقال له عبد الملك: أما إنّك سترجع فلا تجده. فرجع وعمران بن حطّان قد احتمل، وخلّف رقعة فيها: [من البسيط]
يا روح كم من أخي مثوى نزلت به ... قد ظنّ ظنّك من لخم وغسّان
حتى إذا خفته فارقت منزله ... من بعد ما قيل عمران بن حطّان
قد كنت جارك حولا لا تروّعني ... فيه روائع من إنس ولا جان
حتى أردت بي العظمى فأدركني ... ما أدرك الناس من خوف ابن مروان
فاعذر أخاك ابن زنباع فإنّ له ... في النائبات خطوبا ذات ألوان
يوما يمان إذا لاقيت ذا يمن ... وإن لقيت معدّيا فعدناني
لو كنت مستغفرا يوما لطاغية ... كنت المقدّم في سرّي وإعلاني
لكن أبت لي آيات مطهّرة ... عند التلاوة في طه وعمران
٧٢٢- لمّا طالت الحرب بين الخوارج وبين المهلّب بن أبي صفرة، ورأى ثباتهم وأنّهم كلّما تفرّقوا بالحرب عادوا وتجمّعوا باتفاق أهوائهم، علم أنّه لا يظفر بهم ظفرا تامّا ويستأصلهم إلّا باختلاف يقع بينهم. وكان في الخوارج