للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لولا ضعف في عقله؛ قال: وما ضعفه؟ قال: قد أفنى الكلاب قال: وما دعاه إلى قتلها؟ قال: زعم أنّ كلبا دنا من عثمان بن عفّان يوم ألقي على الكناس فأكل وجهه، فغضب على الكلاب فهو يقتلها. فقال: هذا ضعيف العقل فاعزلوه. فكان ذلك سبب عزله.

٧٢٦- ولي بعض العرب السّعاية على أحياء من العرب والنظر في أمورهم.

فاختصم إليه اثنان في غنم كلّ واحد منهما يدّعيها، وليس هناك من يشهد لواحد منهما، فأمرهما أن يجعلا الغنم في موضع- وكان فيها كلب لصاحب الغنم- وأن يبيتا بالقرب منها، فلما كان في الليل أتاهما فقال لأحدهما: قم فأتني [١] برأس من الغنم. فمضى لذلك فنبحه الكلب فعاد، فقال له: اثبت مكانك، ودعا الآخر وقال: اذهب فجئني برأس منها، فجاءه به ولم ينبحه الكلب، فحكم له بالغنم.

٧٢٧- واختصم إليه اثنان زعم أحدهما أنّ الآخر عبد له، والآخر ينكر. فقال لمدّعي العبد: ما اسم العبد؟ قال: ميمون، وقال للآخر سرّا: ما اسمك: قال عبد الله. فأجلسهما، ولها عنهما ساعة واشتغل بغيرهما، ثم قال: يا ميمون، فقال: لبّيك، قال: اذهب مع مولاك.

٧٢٨- واختصم إليه شيخ وشابّ في امرأة معها صبيّ كلّ يدّعي أنّها زوجته، وأنّ الصّبيّ ابنه منها، وليس مع واحد منهما بيّنة، والمرأة تعترف للشابّ. ففرّق بينهم وأجلس الصبيّ بين يديه، وأخرج تمرا فأطعمه منه، ثم أعطاه منه وقال: اذهب به إلى أمّك. فذهب إليها فأعطاها التّمر وعاد إليه.

فأعطاه تمرا وقال: اذهب بهذا إلى أبيك، فذهب فأعطاه الشيخ، وعاد فأعطاه منه وقال: اذهب به إلى أبيك فأعطاه الشيخ أيضا. فحكم بالمرأة والولد للشيخ.

وتهدّد الشابّ حتّى أقرّ بالقصّة [٢] على حقيقتها.


[١] م: فجئني.
[٢] م: بالقضية.

<<  <  ج: ص:  >  >>