للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قد وضعته عليه وبكت وشكت حاجة وضرّا وقالت: يا قوم كلّموه، فلامه قومه وقالوا له: أوصل [١] إلى المرأة حقّها. فجعل يحلف ما يعرفها ولا رآها قطّ.

فكشفت وجهها وقالت: ويلك، ما تعرفني؟! فجعل يحلف مجتهدا أنّه ما رآها قطّ ولا يعرفها، حتى استفاض قولها وقوله، واجتمع الناس وكثروا وسمعوا ما دار بينهما، وكثر لغطهم. ثم قامت وقالت: يا عدوّ الله، صدقت، والله ما لي عليك حقّ ولا تعرفني، وقد حلفت على ذلك وأنت صادق، وأنا أمّ جعفر وأنت تقول: قلت لأمّ جعفر، وقالت لي أمّ جعفر في شعرك. فخجل الأحوص وانكسر عند ذلك، وبرئت عندهم.

«٧٢٥» - سأل ابن جامع المغني الرشيد في أن يأذن له في المهارشة بين الديوك والكلاب، وأن لا يحدّ في النبيذ، فأذن له وكتب له كتابا إلى العثماني عامله على مكة. فلما وصل الكتاب قال: كذبت، أمير المؤمنين لا يحلّ ما حرّم الله، وهذا كتاب مزوّر، والله لئن ثقفتك على حال من هذه الأحوال لأؤدّبنّك أدبك. فحذره ابن جامع.

ووقع بين العثماني وحمّاد البربريّ [٢]- وهو على البريد- ما يقع بين العمّال. فلما حجّ الرشيد قال حمّاد لابن جامع: أعنّي عليه حتى نعزله، قال: أفعل [٣] ، فابدأ أنت فقل لأمير المؤمنين إنّه ظالم فاجر واستشهدني، قال له ابن جامع: هذا لا يقبل في العثماني، ويفهم أمير المؤمنين كذبنا، ولكني أحتال من جهة ألطف من هذه. قال: فسأله الرشيد ابتداء فقال له: يا ابن جامع، كيف أميركم العثماني؟ قال: خير أمير وأفضله وأعدله وأقومه بالحقّ


[١] م: اقض.
[٢] الأغاني: اليزيدي.
[٣] م: افعل ما بدا لك. قال.

<<  <  ج: ص:  >  >>