للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأثبتم. إن المنايا قاطعات للأعمال، والليالي مدنيات للآجال، وإنّ المرء بين يومين: يوم مضى أحصي فيه عمله فختم عليه، ويوم قد بقي لعلّه لا يصل إليه، إنّ العبد عند خروج نفسه وحلول رمسه يرى جزاء ما أسلف وقلة غناء ما خلّف، ولعله من باطل جمعه ومن حقّ منعه.

[٧]- وقال صلّى الله عليه وسلّم: من أحبّ أن يكون أقوى الناس فليتوكّل على الله، ومن أحبّ أن يكون أكرم الناس فليتّق الله، ومن أحبّ أن يكون أغنى الناس فليكن بما في يد «١» الله أوثق منه بما في يديه. ألا أنبئكم بشراركم «٢» ؟ قالوا: نعم يا رسول الله. قال: من أكل «٣» وحده، ومنع رفده، وجلد عبده، أفأنبئكم بشرّ من هذا؟ قالوا: نعم. قال: من يبغض الناس ويبغضونه، أفأنبئكم بشرّ من هذا؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: من لا يقيل عثرة ولا يقبل معذرة، ولا يغفر ذنبا. أفأنبئكم بشرّ من هذا؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: من لا يرجى خيره ولا يؤمن شرّه؛ إن «٤» عيسى بن مريم قام في بني إسرائيل خطيبا، فقال: يا بني إسرائيل لا تكلّموا بالحكمة عند الجهّال فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم، ولا تظلموا ظالما «٥» فيبطل فضلكم عند ربكم، يا بني إسرائيل: الأمور ثلاثة أمر تبيّن رشده فاتبعوه وأمر تبيّن غيّه


[٧] أمالي الشيخ الصدوق: ٣٠٥ والبيان والتبيين ٢: ٣٥ (ببعض اختلاف في الترتيب) ؛ ومن قوله «ألا أنبئكم بشراركم» في الجامع الصغير ١: ١١٥ والعقد ٢: ٤١٨ ونثر الدر: ١: ١٥٨ ومجمع الزوائد ٨: ١٨٣، وانظر اللباب: ٧٠ وأدب الدنيا والدين، ١٤٣ وألف باء ١: ٢١ وقولة المسيح أفردت في نثر الدر ٧: ٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>